قَدْ تَفردُ تَقواهَا جَلاميدُ .. السَماءِ !



إنَّها فُرصةٌ أخيْرةٌ لِجلبِ أرْواحِ الأرضِ مِن سَحيقها ..
فَقطْ .. كي نتعلّم كيفَ نتلوْ السمَاء بِضميرٍ حيّ !
يَخترقُ صهيلَ الفجرِ الأزرقِ !
امْنحْ نفسكَ الصعودَ الأزليّ , لِتقيكَ الحقولُ
غيّمةً طائِشةً أظلّت مساراتِ الهطولِ ..!

الجمعة، 15 يونيو 2012

مِرْآةٌ وَوجْهينِ ..









الآن أستطيع أن أجمع كُلّ قُماماتِ الفشلِ في صندوقٍ صغيرٍ يُخزنه وجهي في قرص صلبٍ
بمساحة infinty ..
وأستطيعُ أيضاً أن أعبرَ كُلّ مساماتِ الروحِ الخائرةِ , دونَ تعبٍ, وأنْ أفتحَ دهاليزَ العُمر
المتبقي في رحلةِ تجربةٍ ذاتيّة , تنبوءُ بِفشلٍ آخرَ ..
ولا أكتفي !
لأن كائناً ما يلتصقُ بِي , لا يكفّ عن :
لِماذا ؟
كيف ؟
أين ؟
أن تعيْشَ نكبَة مجتمعٍ رجعي , أمرٌ مأساوي حقاً
لكن أن تعيشَ تحريمهُ المُطلقْ للبوحِ بِما يعتمرُ في داخلكَ
من أسئلةٍ تُريد أن تُسكت جوعَهُ , فيُقابلكَ جِدارٌ
هائلاً فولاذي , صُنعَ بإسمِ (حرامٌ شرعاً) ..
مَاذا ستفعل ..

/

أخذتُ وجهيّ بشيءٍ من اللطفِ هذا الصباحِ
فعادتي لا أرأفُ بهِ , أنتشلهُ من نومٍ هاديءٍ
لِيعبرَ معي خيباتٍ كثيرةٍ ..
صدْمتي الأولى أنْ تعثرتُ بِصباحٍ كئيبٍ
يَغرفُ من ليلتهِ حُزناً ألمَّ بِي , وصلتُ
لِمرآةِ الحمام , ألقيتُ بِوجهيّ عليهِ , غسلتُ
ما يُمكنني أن أغسلهُ , دونَ المساس بِهيمنةِ
الحُزن ,  كَانَ وَجهِي أقْربُ لِلوحةٍ زَيْتيّةٍ انْتَهى
مِنْ تَلْطيخِ بياْضِها مُشرّدٌ مَا أوْ رَسّامٌ مُتجولٌ
اعْتَادَ أنْ يَبيعَ الفَن الرَاقِي بِزُجاجةِ وِيسكي ..
مَسحتُ بِيدي ذَاكَ المُشرّدُ الوَاقِفُ قِبالتي
أمَامَ المِرآةٍ , اسْتَنْكرتُ بُؤسي الذيْ صَوّر لِي
وَجْهاً لَا يَمتُ بِضَخامةِ حُزني ..
فَـ الحُزنُ يَختلفُ جِدّاً عَن القُمامةِ التي
شَكلتها المِرآةُ عَني !
الحُزنُ أنيقٌ , خَاصّةً عِنْدما يُقلّمُ حَوافَ عَينايّ
وأظَافِرَ تَعبي بِمساحةِ ابْتِسامةٍ كَاذبةٍ ..
لَستُ تِلكَ حَتماً !
بَصقتُ عَلى المِغسلةِ لِأضحكَ , وَ(أُغرغر)
غَسولَ الفَم , لِيُعيدَ لِي نَكهةَ الحياةِ المُنعشّةِ
لِيُبْقي مَذاقَ الرّوحِ أقْربُ لِفَرحٍ أجَلَتْهُ مَواعيدُ
الوَجعِ الطَارِئةِ ..
غَاْفَلتُ صُنْبورَ المَاءِ بِـ (طَشّاتٍ) عَلى وَجْهي
وَعَلى المِرْآةِ لِأرى أيُّ كَائِنٍ أصْبَحتُ !!
فِي الحَقيقةِ أذْهَلني كَثيراً ذَاكَ اللاصِقُ الهَمَجيُّ
المُنْعَكِس عَلى المِرْآةِ , لَم يَخْتَلِفْ قَيد أنملةٍ عَما
سَبقهُ , بَلْ إزْدادَ بَشاعةً إنْ صَحَّتْ المُلاحظةُ !!
قَررتُ بَعدْ هَزيْمَتينِ مِن مِرآةٍ عُلِقّتْ عَلى حَائِط حَمامِنَا
مُذ عِشرينَ عَاماً أنْ أُسجلّ أقْسى خِيبَاتي
وَأنَا خَارجةٌ مِنهُ , رَكلتُ البَابَ , لِتَحصدَ
إصْبعُ قَدَمي الصّغيرةَ جُرحاً .. وَتورماً لِإسْبوعٍ !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق