أهلاً ..
لكُلِّ مَن سيمرُّ من هُنا , يحملُ جُزءً مِن ثُقلٍ أوْ عبءٍ , أحملهُ ..
لكُلِّ مَن يُؤْمنُ بِي , وإنْ كانَ لَا أحدْ ..
فَقطْ عَلى بُعدِ مِترينِ منْ فَضْفضةٍ .. تحْكيني !
/
لَم يكُّ خطأً بِقدرِ مَا هُو سُوءُ تقديرٍ , أصبْتُ بِهِ حينَ طيشٍ , وأنَا المعروفةُ مُذ أمدٍ بِالإتزانِ فِيما يختَصُ بِالأمورِ الشَخصيَّةِ
لَكِنني ... أسْاءتُ الإخْتيارَ , رميتُ بِنفسي لِمنعطفِ آراءٍ مُتضاربةٍ لِهذا ,, وذَاكَ !
نَسيتُ أنْ أسألَ نفسيْ , وأنَا المَعنيّةُ بِالأمرِ عَلى أيَّ حالٍ ..
تُرى مَا التَخصُّص الذِي سَيُشبِعُ , ذَاكَ التَعطشْ الذِي اسْتكثَرتْ جَامعةُ السُلطانِ أنْ تَحويهِ فِيَّ ؟
إنْهَزمتُ ..
تَحطّم أجَملُ حُلمٍ غَازلتهُ لِـ إثني عَشر عَاماً
خَذلتُ كُلَّ مِن حَولي ..
لَم يَقبلوني فِي الجَامِعة !
لَا بَأس ..
حَتماً سَـ أكونُ مُعلمّةٌ إذاً ..
رَفضَتني كُليَّةُ الرسْتَاقِ أيْضاً
وَعلى أي حَالٍ لَاْ أجدْ نَفسي (مُعلِمّةْ) !
وَأخيراً بَعدَ ضَربتينِ عَلى الرَأسِ مُفْجِعةْ ..
لَمْ تُصِبْ الأخيْرةُ !
احْتَضَنَتْ كُليَّةُ العُلومِ طَالِبَةٌ مُحطمةٌ .. اسْتَنْزَفتْ كُلَّ أحْلامِهَا
وَلم يَبْقى سِوى .. فُتاتٌ أخذَ الطيرُ نصيبهُ ورحلَ !
أمّا وَنفسيْ دونَ زادٍ .. دُونَ أملٍ !!
(سَنةُ تَأسيسٍ مُدويّةْ)
الحَياةُ الجَامِعيّةُ بيئَةٌ غَريبةٌ جِداً ..
إذَا لَم ترْغَب بِالمَجيءِ هَذا شأنُكَ !
لَديكَ سَاعتينِ رَاحةْ !
الأكلْ لَيسَ ( خبزة وجبنة وبطاطس عمان! )
العُنْصر الأهمْ <= زَميلْ <= الجِنس الخَشنْ ..
رُغمَ الإسْتِهتاَر الذِي بَالغْتُ فِي سلوكهِ , وَالتغيّبْ الكَثيرِ عَن المُحاضراتِ
كانتْ عَلامَاتي تَتراوحْ بَينَ الـ جيّد جِدا إلى الـ مُمتاز ..
كنتُ أعشقُ الكُليّة لَيسَ لِأنَّها الحلمُ الجَميلُ الذي سَيحمِلني لِشط الأمَانِ
بِقدرِ مَا هِي وسيلةُ ترفيهٍ , وتَضييعُ وقتٍ مَعَ الزَميلاتِ ..
وَبعدَ فترةِ تيهٍ لازَمت طَريقي ..
إنْتهيتُ إلى أنّني يجبُ أنْ أُصبِحَ كَاتبةْ !
قَرأتُ .. وَلمْ أكفَّ عَن القِرأةِ !
نَازِكْ المَلائِكةْ ..
عَرّابتِي , حِينَ كنتُ أحبوْ مَع حُروفيْ , أُحاولُ أنْ أْمشي لِطريقٍ يُوصلُني
لِجسرِ البِداياتِ الصَحيحةِ !
لازمَتني كَثيراً , مَا زِلتُ أحفظُ لَها :
لا زالت الذكرى تضج وراء احساسي الدفين
إن نمت ألمحها تسير معي يجسدها الحنين
تأويهة ألقى بها الماضي إلى شطي الحزين
معصوبة بعروق أحلامي الحبيسات الرنين
إن نمت ألمحها , فهل ترجعين
هل ترجعين إذا حلمت بما مضى هل ترجعين ؟
:
أخذَتني الأيامُ , سَرَقتني مِن جُنونِ المُراهقةِ , وَعطشِ الثرثرةِ
وَأحاديثِ الزَميلاتِ , بِتُّ أكثرَ إنْطواءً !
صَيرتني الكُتبُ إلى رَاهبَةٍ نَذرَتْ نَفسها لِآلهةِ الحروفِ !
مَناسِكي قِرأةٌ , وَقَدَاسي كِتابةٌ أرشُ بِها ظمَأَ الأحْزانِ
وَمُتنفسَ الغِيابِ !
,
يُتبّعْ !