قَدْ تَفردُ تَقواهَا جَلاميدُ .. السَماءِ !



إنَّها فُرصةٌ أخيْرةٌ لِجلبِ أرْواحِ الأرضِ مِن سَحيقها ..
فَقطْ .. كي نتعلّم كيفَ نتلوْ السمَاء بِضميرٍ حيّ !
يَخترقُ صهيلَ الفجرِ الأزرقِ !
امْنحْ نفسكَ الصعودَ الأزليّ , لِتقيكَ الحقولُ
غيّمةً طائِشةً أظلّت مساراتِ الهطولِ ..!

الأحد، 2 سبتمبر 2012

أشْياءٌ أُخر ..

 
 
.
 
 
 
.
 
 
 
.
 
 
عَينَانِ نَضاحَتانِ بِـ الإنْتِظارِ !
لَم تَك البِدايّةُ هَكذا صَدِقُوني .. بَلْ لَم تَك
لِتتصوّر أنْ يَتمضخ عَن الأيامِ / الشُهورِ / السِنينِ
غِيابٌ وَصبرٌ ..
كُلُّ البِداياتِ هُو , الخَزفياتُ المُلونةُ بِماءِ القَلبِ
وَحركَةُ الشفقِ المُغريّةُ , حتّى الحُروفُ تتقَولَبُ
وِفقَ مِزاجهِ !
الطَريقُ الذيْ ظَلَّ يُلاحِقُ قَدميْها , أصْبحَ أكثرَ
وَفاءً ..
قُلّ لِـ الذي إنْتَعلَ البُعدَ :
لَم تَعدُ كَرَاسي الإنْتِظارِ شَاغِرةً ..
إسْتَأجَرتها عَناكِبُ الوِحدةِ , وبَقيّتْ تُراكِمُ
نَسجَها المُخيفِ فِي الذَاكِرَةِ ..
الأُنثى التي غَزلْتَها بِصوفٍ رَخيصٍ
إنْتَقض !
 
 
:
 
 
أبي _ رحِمكَ الله_ أنْتَ تُجيدُ رَسمكَ
فِي حَائِطِ قَلبي , ذَاكِرتي المَريضةَ , و .... أعْوَامي القَادِمةَ !
بِـ اللهِ عَليكَ مَتى سَيَنْتَهي نَصلُ مَوتُكَ المَغروسِ
فِي مَدمَعِي ..؟
وَمتى سَيَكْتَفي الليلُ مِن نَهمهِ عَلى خَاصِرَتي ..؟
وَإلى أي حينٍ سَيكف تَلاحقُ الوَجعِ ..؟
 
 
كُلي أنَا .. أنَا / لَم يَنْتَهي مِني زِحامُ الوَقتِ
وَلمْ يَأذَن لِي بِالإفْرَاجِ !
 
 

الجمعة، 27 يوليو 2012

ناديت ..

كُلما مَاج حُزنٌ مَا قَواربَ هَدوئي .. تَذكّرتُ الأمير بدر بن عبدالمحسن حِينما تَغنّى بِرائِعتهِ :
ناديت خانتني السنين إلي مضت راحت
ناديت ما كن السنين إلي مضت راحت
كن البارحة تفارقنا
والبارحة صارت عمر
ليله أبت عيّت تمر !


/

مَاذا لو كُنتَ قصيدةٌ يشّقُ عليّ إخْتِراقُ صَدرِها
وَكم يَكونُ عَجزُها مُلغمّاً بِالوَجعِ ..!
كَـ حِكايّةِ قَريّةٍ بَللهَا سُهادَ الأضْرِحةِ
وَطَرقُ النُواحِ , كُلما تَذكرو شَهيدهُم الذيْ
قَال :
وعَمَّ تَبْكونَ ..؟
إذْ كُتبَ لِي جَنّةٌ
وَكُتِب لِلصّابرينَ مَفَازا !

الأحد، 8 يوليو 2012

آخر السّطر (.)



(1)
ما يزال المطر في أوّل محطاتهِ
يغرس نفسه على شرفتي ... وفاءً / ربما !
لم أُطعمه يوماً , ولم أُحرّض أُمه السّماء على رِعايتهِ
كانَ يأتي كيفما شاءَ سخياً / بخيلاً لا يهُم
المُهم أن يأتي , مُحملاً بِإبتسامةِ الغيومِ حينَ تعبٍ ..
أنْ يُغادر وَقد طرقَ كُلّ أبواب قلبي
وفتحت لهُ نوافذ العُمر صبراً / يقيناً
أمرٌ عاديٌّ جِدّاً ..
ألستُ أُنثى ..؟
تِلكَ التي جُبِلت قَسراً كانَ أو طبيعةً
على الوَفاءِ ..


(2)
ما تزالُ بِداياتُ الأشياء تتجمّد عند أول انعطافٍ
لموسمِ غيابك ..
تقف مُكبلةً بدعوةٍ نُذرت أن تأتي مُقابِل
صدقةٍ وُدعاءٍ لا يجفانِ دمعاً ولا صبراً ..
لمْ أشّح عنْ البُكاءِ يا هذا ..
كما لم أبخل عن دعوةٍ قد تُبشّر بِقدومكَ !



(3)
ما يزال وقعُ خُطاكَ نُوتةً تطرقُ أُذن حبيبتكَ / أنا
أُعيدُ عزفها بأجْفانِ سهرٍ
 ليلاً أكل من روحي
شوقاً , ولظى ..
وأنْتَ قِفْ قِبالةَ صدرِ المسافةِ تشفى
مِني بِالرحيلِ  , و ...
غادِر !



(4)
آخِر سّطر العُمر أنْتَ / نُقطة (.)

الأربعاء، 27 يونيو 2012

إدَارَةُ الحَارّةِ العُمَانِيّةِ ..

السّلام عليكُم ورّحمة اللهِ وبركاتهُ ..
وَخزة بسيطةْ جِدّاً إلى مَن يُدير مَوقعْ الحَارّة العُمانيّةِ , وَأيضاً طَاقم الإشْرافِ ..
لَكُم أنْ تَعتبروهُ مَا شئْتُم , فَـ في النِهايّة لَا بُد مِن التَوضيحِ !

/

مَا هِي سِيّاسة الحَارّة ..؟
عَلى أي أسَاس يُتخذ قَرارٌ مَا ..؟

:

مِن خِلال مُعايَشتي للأحْداثِ الأخيرةِ , وَالتي تَبنَتها الحَارَة وِفقاً لِمبدأ
حُريّة الرَأي وَالتَعبيرِ , فَـ الأمر لَمْ يَك إلَّا ظَاهِرياً , أمّا فِي الكَوالِيس
فَكانَت مُعظم الآراء إن لَم تَك كُلّها تُعمل بِنظامِ التَصويتِ ..
حتّى اللحظة لَا رَيب فِي ذَلكَ .. سِياسة جَميلة مِن المَوقِعْ !!
لَكن الغَريب , أن يُصوّت مُعظم القَائِمين فِي الحَارة بِالإيجابْ
وَلا تَجد إلا اثْنينِ أو ثلاثة أفْراد يُعارِضون ..
سَآتي لِتوضيحِ الـ (أغلبيّة) مِن المؤيدين ..
سَتقولونَ أنّ الأمرَ صَواب .. نَعم صوابٌ جِدّاً إنْ كَان المَبدأ قَائِمٌ
عَلى العَقلِ أكثر مِنهُ عَن العَاطِفةِ , لَكن أن يَكون مُعظم المؤيدينَ
تربُطهم صَداقةٌ مَا وَيسعون لِإسْنادِ بَعضهمْ بَعضاً مَهما كَانَ
صَوابُ القَرارِ من عَدمهِ .. فَأقول (ستوب) يَا جَماعة !!
طَغَت حُريّة الشَخصيّة عَلى المَبْدأ الأسَاسي المَعمولِ بِهِ
وَالذي تَتشدّقون فِي كُلِّ محفلٍ , وَبيانٍ تُلصقونهُ ..


/


مَا حَقيقةُ إقَالَتي مِن هُناكَ كَـ مُشرفة ..؟
هَلا أوْضحت لِطاقَمكَ يا سيّد (...............)
أنّك أنْتَ وَكَما أوْضحت لِي فِي رِسالتكَ بِالتَكالبِ
مَع بَعض مُشرفيكَ إعْفَائي مِن الإشْرافِ , وَلم أطْلب ذَلكَ مِنكَ !!
وَعَلى أي سبَبٍ يا صاح ..؟
لِأنني أُجيدُ الصُراخَ فِي التَعبيرِ عَن رَأي ..؟
حَسناً أنَا أُجيدهُ , وأتقنهُ عَندَما أجدُ الآذانُ صَمّاء ..
لَا تَسمعُ إلّأ صَوتها , أليْسَ ذَلكَ حَقٌ مَشروعٌ , أليْسَ ذَلكَ
مَبدؤُكَ فِي احْتِرامِ حُريّةُ رَأي عِندما أقولُ بِهِ , وَلا تُنصتُ
إلَّا لِما تَرونهُ صوابٌ أنْتَ وَمن مَعكَ ..؟
حُجّتك أنني لَا أحْترمُ زُملائِي بَاليّة / رَثّة دَعها لِمراهقةٌ غَيري
تَقتنعُ بِها , فَأنا لَا احْتاجُ لِمبررٍ كَهَاتهِ السذاجة التي أتيتَ بِها
عَبّرتُ عَن رَأي بِلطفٍ , وَلم يَتحرّك أيُّ شيءٍ ..
تأكدتُ حينَها أنّكم فَراغٌ أصرخُ فَلا يَصلُ الصّوت ..
لَا جَدوى مِن ذلكَ !!


:


كَما هَمستَ لِي بَنصيحة سأردها لكَ :
الحَقيقةُ أسَاس كُلِّ شيءٍ .. كُنتُ أتمنى أنْ تَتحلى بِقدر عَالٍ
مِن الصّراحةِ لِتَضع رِسالتكَ عَليهم وَتُخبرهم بِالضبطِ
مَاذا طَلبتَ مِني , حتّى أخرجَ من طَاقمِكَ العزْيزِ :





الآن أخْبِرني يَا (.......................)
أَلم يَملكُ أيُّ مُشرفٍ الشَجاعةَ الكَافِيّة لِيأتي لِيُكلمني شَخصيّاً ..؟
والشَكَاوي التي وَردّت لَك كَما تَقول ألمْ يَك لديْكَ الصَلاحيّةُ الكَافِيّةُ
لِإتِخاذِ الإجْراءِ المُناسبِ اتِجَاهِي ..؟
أوْ حتّى تَبْليغي ..؟
كُنتُ أتمَنّى حَقاً أنْ تَمْتلِكونَ القَليلَ مِن الأمَانةِ اتِجاهَ مَن سَعى لِموقعكمْ
بِوقتهِ , وإنْ كَانَت بَسيطةً !!




/


أخْيراً :
عَلى مَدارِ سَبْعِ أعْوامٍ مُتواصِلَةٍ لِي فِي المَواقعِ
وَتقلدي مَنصب الإشْرافِ فِي بَعضها لَم يَتجَرّأ أحدٌ مُعامَلتي
هَكذا ..
وَغيرَ مَأسوفٍ عليكُم بَتاتاً , إعْتبروها صَدقة مِني لَكمْ ..
وبِالنِسبة لـ التي كَانَت تَسعى لِخُروجي أقولُ لَها :
إقَامةْ سَعيدة .. وَالأيامُ دولٌ !

(وَجِب التَنْويهُ إلى أنَّ المُشرفةَ المَعنيّة , لَيست عِطر حَالمْ !!
فَبَيني وَبينَ عِطر مَساحةُ بَياضٍ مِن الصّداقةِ لَا تَشوهها المَصالحُ الشّخصيةُ , وَلَا تُلوثُها أقْنِعةُ المُنتديّات)


نَزَق مُنفردْ

الجمعة، 15 يونيو 2012

مِرْآةٌ وَوجْهينِ ..









الآن أستطيع أن أجمع كُلّ قُماماتِ الفشلِ في صندوقٍ صغيرٍ يُخزنه وجهي في قرص صلبٍ
بمساحة infinty ..
وأستطيعُ أيضاً أن أعبرَ كُلّ مساماتِ الروحِ الخائرةِ , دونَ تعبٍ, وأنْ أفتحَ دهاليزَ العُمر
المتبقي في رحلةِ تجربةٍ ذاتيّة , تنبوءُ بِفشلٍ آخرَ ..
ولا أكتفي !
لأن كائناً ما يلتصقُ بِي , لا يكفّ عن :
لِماذا ؟
كيف ؟
أين ؟
أن تعيْشَ نكبَة مجتمعٍ رجعي , أمرٌ مأساوي حقاً
لكن أن تعيشَ تحريمهُ المُطلقْ للبوحِ بِما يعتمرُ في داخلكَ
من أسئلةٍ تُريد أن تُسكت جوعَهُ , فيُقابلكَ جِدارٌ
هائلاً فولاذي , صُنعَ بإسمِ (حرامٌ شرعاً) ..
مَاذا ستفعل ..

/

أخذتُ وجهيّ بشيءٍ من اللطفِ هذا الصباحِ
فعادتي لا أرأفُ بهِ , أنتشلهُ من نومٍ هاديءٍ
لِيعبرَ معي خيباتٍ كثيرةٍ ..
صدْمتي الأولى أنْ تعثرتُ بِصباحٍ كئيبٍ
يَغرفُ من ليلتهِ حُزناً ألمَّ بِي , وصلتُ
لِمرآةِ الحمام , ألقيتُ بِوجهيّ عليهِ , غسلتُ
ما يُمكنني أن أغسلهُ , دونَ المساس بِهيمنةِ
الحُزن ,  كَانَ وَجهِي أقْربُ لِلوحةٍ زَيْتيّةٍ انْتَهى
مِنْ تَلْطيخِ بياْضِها مُشرّدٌ مَا أوْ رَسّامٌ مُتجولٌ
اعْتَادَ أنْ يَبيعَ الفَن الرَاقِي بِزُجاجةِ وِيسكي ..
مَسحتُ بِيدي ذَاكَ المُشرّدُ الوَاقِفُ قِبالتي
أمَامَ المِرآةٍ , اسْتَنْكرتُ بُؤسي الذيْ صَوّر لِي
وَجْهاً لَا يَمتُ بِضَخامةِ حُزني ..
فَـ الحُزنُ يَختلفُ جِدّاً عَن القُمامةِ التي
شَكلتها المِرآةُ عَني !
الحُزنُ أنيقٌ , خَاصّةً عِنْدما يُقلّمُ حَوافَ عَينايّ
وأظَافِرَ تَعبي بِمساحةِ ابْتِسامةٍ كَاذبةٍ ..
لَستُ تِلكَ حَتماً !
بَصقتُ عَلى المِغسلةِ لِأضحكَ , وَ(أُغرغر)
غَسولَ الفَم , لِيُعيدَ لِي نَكهةَ الحياةِ المُنعشّةِ
لِيُبْقي مَذاقَ الرّوحِ أقْربُ لِفَرحٍ أجَلَتْهُ مَواعيدُ
الوَجعِ الطَارِئةِ ..
غَاْفَلتُ صُنْبورَ المَاءِ بِـ (طَشّاتٍ) عَلى وَجْهي
وَعَلى المِرْآةِ لِأرى أيُّ كَائِنٍ أصْبَحتُ !!
فِي الحَقيقةِ أذْهَلني كَثيراً ذَاكَ اللاصِقُ الهَمَجيُّ
المُنْعَكِس عَلى المِرْآةِ , لَم يَخْتَلِفْ قَيد أنملةٍ عَما
سَبقهُ , بَلْ إزْدادَ بَشاعةً إنْ صَحَّتْ المُلاحظةُ !!
قَررتُ بَعدْ هَزيْمَتينِ مِن مِرآةٍ عُلِقّتْ عَلى حَائِط حَمامِنَا
مُذ عِشرينَ عَاماً أنْ أُسجلّ أقْسى خِيبَاتي
وَأنَا خَارجةٌ مِنهُ , رَكلتُ البَابَ , لِتَحصدَ
إصْبعُ قَدَمي الصّغيرةَ جُرحاً .. وَتورماً لِإسْبوعٍ !!

الثلاثاء، 8 مايو 2012

حَيثُ لَا أحدْ ..

هروبٌ إلى حيثُ أنا فقطْ ..
سأتكلّم بإنشائيةٍ تامّة بعيداً عن كل العيونِ والتدقيقِ , وفُرصِ الزلاتِ ..
سأخرجُ من منظومةِ الجمادِ , وأُتيحُ لنفسي دُخولَ أزمنةٍ لمْ أُجرّب خوضها
خوفاً من السقوطِ في دوائِر لا تنتهي مداها ..
سأغلقُ أبوابَ التقيّد , وأفتحُ نوافِذَ التماهي مع كُلِّ ريحٍ كريمةٍ
أتَت تُباركَ تحرري مِن وجودِ الوجودِ ..
أهلاً بِي حيثُ لا أحد !

:


أبيْ .. إقرأني الآن أو غداً لا فرقَ المُهم أنْ
تقرأَ كَفي عَن كَوني أعيشُ , وأنتَ لا
أتنفسُ , وأنتَ لا
آكل , وأنت لا
فَـ وحدكَ مَن صَيرني لِكائِنةٍ تشتّم رائِحةَ
وجودكَ فِي أي ذرّة تمرُّ بِجيوبِ الفراغِ !

:

جَدي بعدَ أبي ..
هَلْ تَحسبُ أنَّك أورثتَ أبي روزنامةَ جُنونٍ
تختلفُ قليلاً عمّا أحملهُ الآن ..؟
مَا الذي تُحدثهُ عَن بُطولاتِكَ في عهدِ القبليّةِ
لأبي وَلم اكتشفهُ أنا .؟
هَلْ يجبُ عليّ أن أسلكَ نهجكَ في عَقدِ
تضاريسَ جبيبني كُلما داهمني غضبٌ ما ..؟!
أحملكَ كما أحملُ أبي شيئينِ لَم أستطِعْ العُبور دُونهما !


:


أبي .. يَقولونَ أنّك بخيرٍ
ربَما تنعمُ بِبرزخٍ جميلٍ .. وموعودٌ بجنّةٍ !
وأنا ..؟
كيف تَركتني لِفراغٍ هائِلٍ يُخرجُ ألسنةَ الوجعِ
كُلما أتيتَ هكذا عابراً ذاكرةً لا شِفاءَ منها ..

/

سَأتوقفْ أشعر بِمرارةٍ ووحشةٍ  !

الاثنين، 30 أبريل 2012

بِذاتِ الزُرقةِ ؟










إلى صَديقٍ قَدْ يَقرؤُنِي ذَاتَ حُضورٍ :

يَا صَديقْ ..
هَل مَا زِلتَ تَعجِنُ الصِلصالَ
مِن أفْواهِ الصِغار ؟
تَبْني طُرقاتِ الحُبِّ , وَمدَينةَ
الخَزفِ لِعينيها !
تَرْسم الجِدارَ مِن أضْلعِ السّماءِ
وَتُغلّفُ الأسْقُفَ مِن أوراقِ الحَنينِ ؟



يَا صَديقْ ..
قَبلكَ كُتب عَلى السِكّك
هُنا مَواعيدُ الرحيلِ بِلا عَودةٍ !
فَهلْ كَتبتَ وصيتكَ الأخيْرةِ ؟
رُبَّ حَبيبَةٍ , تَأتي لِتُجمّد
مَاءَ القُلوبِ , وترحَلْ !
وَرُبَّ صَديقةٍ تَغزلُ مِن قَميصِ عُمرها
ألفُ عَامٍ مِن الوَفاءِ
فَهلْ ترْحلْ ؟



يَا صَديقْ ..
خَيروكَ  .. طريقٌ يُؤدِي
لِمَنافىي الحُبِّ , وطَريقٌ يُؤدي لِحُبِّ المَنافي !
فَإخْتَزِلْ زَمناً , مِن ذأكرتِكَ
وَأمْتطي ظَهرَ الأنْهارِ , واختر
مَن كانَ قَارباً لِكُلِّ أحْزانكَ , وأنْقذكَ !

الجمعة، 20 أبريل 2012

أُنْثَى كَافييهْ.دُوت حُبّ !

مَرَحلُ الحُبِّ أرْبَعةٌ :
فَصل اللقاء والدهشةِ
فصل الغيرةِ واللهفةِ
فصلُ لوعة الفِراق
فصلُ روعةِ النِسيان*




تحميل كتاب نسيان للنساء



* أحلام مستغانمي

/


افْتَرقنَا !
سَلكَ قِطارُكَ دربّهُ , لَمْ يَنتظِرني !
رُغمَّ أنَّ مَحطتِي كَانَتْ مَرتعكَ ..
مَلاذَكَ .. أحْلامكَ .. جَنّتكَ !
أوليسَ أنتَ مَن تُنادِيني :
راحة قلبي ؟
يَالا الهَول , هَذا الذِي قَبلَ إسْبوعينِ رَمى عَليّ كُنيّة :
أمْ مَي !!
ليييييييييييييييهْ أُم مَي ؟

أجَابَ :
أوّل حَرفْ مِن إسمكْ , وَأوّل حرف مِن إسمي ..

قَتلتَ إبْنَتنَا , قَبلَ أنْ يَكتبَ لِأُمِّها فَرحةَ حُبِّكَ !!
كَيفَ لَكَ أنْ تُحمّل هَاتِهْ الطِفلةَ السَاكِنةَ دَاخِلي
كُلَّ هَذا الوَجعِ ؟
أيُّ قَلبٍ يَنبضُ بَينَ جِناحيكَ ؟
أخْرَجتني مِن دَائِرةِ العَالمِ بِإتِجاهِ بُؤرتِكَ
صَيّرتَني رَاهبةً تَشحذُ قُدّاسَ الحُبِّ مِن
مَاءِ وَجهكَ يَا مَن زَهدتُ بَعدَ مَاءِهِ مَاءَ الوُجودِ !!


/


كِلّ المَراكِب عَودّت
إلّا صوَاريكْ إبْعِدّت




أنتَ الذيْ كُنتُ أرى خَلفَ أكْتافِهِ كُوخِيَّ الصَغيْرِ ..
مَمْلَكتي الجَميلةَ , لَا يَتربّعُ عَرْشَها إلَّاكَ يَا سَيّد حَياتِي !



/


مُذُّ أسْبوعٍ , وأنَا أُعِدُّ نَفْسي فِي حَرْبٍ بَارِدةٍ
بَينَ عَقْلي وَقَلِبي , بِأن أتخلّصَ مِنْ بَقَاياكَ
فِي أوْعِيَتي !
تُرى يَا رَجُلي الذي خِلْتهُ نبيلاً سخيّاً , كمْ نصْلاً
غَرستهُ فِي شِرايينِ الروحِ ؛ حتّى أقعَ فِي غَياهِبْ
دَمعٍ لَا يَجِف بِئْرهُ !؟


:


لَا تَقْلقْ .. أبداً فَـ الحُرّ تَكفيهِ إشَارةٌ ؛ لِيَفْهم
إنّهُ خَارِجَ جِدارِ القَلْبِ / المَدينةِ / الوَطنِ
الذي ظَنَّ لِوهلةٍ أنَّها مَلاذهُ :





أخْيراً أقُولُ لِكُلِّ بَناتِ جِنْسي , لِكُلِّ عِينٍ تَقْرؤُني
وَلَا أقْرؤُها :
أحبيهِ كما لَم تُحِبّ إْمرأة , وإنْسيهِ كَما يَنْسى الرِجال ! *

* أحلام مستغانمي



الثلاثاء، 17 أبريل 2012

حَـــ ـــاْرِث ...












يَحدثُ أنْ أراكَ فِي كُلِّ أوجهِ اليَباسِ يا حَارِثْ !


:


عَامٌ وَنيفٌ مَضى عَلى رَحيلِكَ , زَرعتَ نَصلَ
هَذا الغِيابِ المقيتُ فِي خَاصرةِ الدَمعِ , فَأثْمرَتْ
نَهراً هَرِم مِن الشَّوقِ والإنْتِظَارِ ...
وَلمْ نَزلْ نَتجنّبُ كَلمَةَ (أبي) !

/


(أبي) .. تيّتمتْ مَعناها مُذ أنْ حَثو عَلى
جُثمَانِكَ الطَاهِرِ الثَرى !


/


عَلى بُعدِ 12 كم مِن بَابِ مَنزلنَا حتّى مَقرّ
دِراسَتي , كُنتَ تَتكَرّر فِي كُل أوجهِ اليباسِ !
أرمي بِوجهي ذاتَ اليمينِ فَأصطَدمُ بِعَجوزٍ
أخذَ منكَ رائِحةَ البياضِ , وَأشيحُ ذاتَ اليَسارِ
فَتقعُ عَيني عَلى عَجوزٍ آخر وَرِثَ منكَ أكتافَ
الكِفاحِ ..


:


حَارِثْ .. أمَا آنَ لِكَ أنْ تُقرِئنَا السّلامَ
مِن فِردوسِكَ الأزَليَّ ؟


/


أُحِبُّكَ جِدّا .. حَارِثْ (أبي)

الجمعة، 13 أبريل 2012

عَلى عَتبَاتِ التخرّجِ .. (2)

... طَارئٌ جَديدٌ , يَبعثُ اثيرهُ فِي صدَى الروحِ !
إنَّها تَعويذَةُ الأحرفِ , صَمتِ الكُتبِ حينَ تَشفييهَا مِن أبْطَالِ الرِواياتِ  ..
إنّني أغرقُ , وأفيقُ بعدَ إغْماءَةِ صُدفةٍ  , لِتخلِقني أُنثى جَديدةً
أغْتَسلتْ بِـ الكِتابةِ ..


عَامُ السنةِ التَأسيسيّةِ انْتهى !
أخذَ مَا  أخذْ ..
أرْبَكني كثيْراً ... وَخلقَني مِنْ جَديدْ بِنضجٍ أكْبَر ...
دَخلتُ سَنتيّ الأولَى مُفعَمةً بِحيويةِ الحَياةِ , نَسيتُ اَلرتَابةِ
كَانَ كَائِنا مَا يُلازمُ تَحرُكَاتِي ..
يُحدثُني , أخْبرَني أنّهُ مؤْمِنٌ بِي .. أنّني لَمْ أُخْلقْ كَما خُلقَ
بَاقِي البَشرْ .. إنّني نسيجٌ مُختَلفْ , قَضيتهُ  قَضيّةُ كَائِنٍ يبَحثُ
عَن نَفسهِ , وسطَ أخَاديدَ مِن الضياعِ !

سَوفَ لَن أكونَ كما كُنتُ الآن , لَو لَم أُجرّبْ خَطيئَتي الأولى !
(( الكِتابة ))
الجُرمُ الذِي نُقِش عَلى جَبيني حتّى الأبدْ ..


/

لَا شيءَ يُذكرُ فِي سَنتي الثَانيّة والثَالثِةْ , سِوى أنّني كُنتُ
أسيرُ بِإتِجاهِ حُلمِ الكِتابةِ عَالياً .. تَقودُني الفَراشاتُ الضَوئيّةُ ..
إلّا أنَّ دِرَاستي كَانتْ قَابَ قَوسينٍ من فَشلٍ مُريعٍ , تَصادمتُ فِيهِ
مَعْ كُلِّ مَن حَولي !
إضْطَرَرتُ فِي سَنتيّ الثَالثةِ أنْ أُغيّر تَخصُصي إلى Digital Design
فَشِلتُ لِلمرّةِ الثَانيّةِ !
كَانتْ نَظرَتِي لِلحياةِ نظَرةُ شَخصٍ تَسخرُ من حَولهِ كُلُّ الأشياءِ
إنْزويتُ كثيراً .. وَقرأتُ أكْثرْ
تَعلّمتُ الصَمتَ , وَأنَا المَشهورةُ بِـ الثَرْثَرةِ ..
تَركتُ كُلَّ مَا كنتُ أُجيدهُ ..
أصبحتُ كَائِناً ظَلامياً يَهوى العتمةَ ..



:



سَارتْ دِراسَتي بَعدَ تَغييرِ التَخصص عَلى قَدٍم وَساقْ
ابْدعتُ فِي أمورٍ , وَكرهتُ أُخرى , وَلكِن أبليت حَسناً
رُغم مَطبّاتِ البيئةِ الدِراسيّة التي جَعلتني مُحبطةً !



يُتبّع

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

عَلى عَتبَاتِ التخرّجِ .. (1)

أهلاً ..








لكُلِّ مَن سيمرُّ من هُنا , يحملُ جُزءً مِن ثُقلٍ أوْ عبءٍ , أحملهُ ..
لكُلِّ مَن يُؤْمنُ بِي , وإنْ كانَ لَا أحدْ ..
فَقطْ عَلى بُعدِ مِترينِ منْ فَضْفضةٍ .. تحْكيني !
/
لَم يكُّ خطأً بِقدرِ مَا هُو سُوءُ تقديرٍ , أصبْتُ بِهِ حينَ طيشٍ , وأنَا المعروفةُ مُذ أمدٍ بِالإتزانِ فِيما يختَصُ بِالأمورِ الشَخصيَّةِ
لَكِنني ... أسْاءتُ الإخْتيارَ , رميتُ بِنفسي لِمنعطفِ آراءٍ مُتضاربةٍ لِهذا ,, وذَاكَ !
نَسيتُ أنْ أسألَ نفسيْ , وأنَا المَعنيّةُ بِالأمرِ عَلى أيَّ حالٍ ..
تُرى مَا التَخصُّص الذِي سَيُشبِعُ , ذَاكَ التَعطشْ الذِي اسْتكثَرتْ جَامعةُ السُلطانِ أنْ تَحويهِ فِيَّ ؟
إنْهَزمتُ ..
تَحطّم أجَملُ حُلمٍ غَازلتهُ لِـ إثني عَشر عَاماً
خَذلتُ كُلَّ مِن حَولي ..
لَم يَقبلوني فِي الجَامِعة !
لَا بَأس ..
حَتماً سَـ أكونُ مُعلمّةٌ إذاً ..
رَفضَتني كُليَّةُ الرسْتَاقِ أيْضاً
وَعلى أي حَالٍ لَاْ أجدْ نَفسي (مُعلِمّةْ) !
وَأخيراً بَعدَ ضَربتينِ عَلى الرَأسِ مُفْجِعةْ ..
لَمْ تُصِبْ الأخيْرةُ !
احْتَضَنَتْ كُليَّةُ العُلومِ طَالِبَةٌ مُحطمةٌ .. اسْتَنْزَفتْ كُلَّ أحْلامِهَا
وَلم يَبْقى سِوى .. فُتاتٌ أخذَ الطيرُ نصيبهُ ورحلَ !
أمّا وَنفسيْ دونَ زادٍ .. دُونَ أملٍ !!






(سَنةُ تَأسيسٍ مُدويّةْ)
الحَياةُ الجَامِعيّةُ بيئَةٌ غَريبةٌ جِداً ..
إذَا لَم ترْغَب بِالمَجيءِ هَذا شأنُكَ !
لَديكَ سَاعتينِ رَاحةْ !
الأكلْ لَيسَ ( خبزة وجبنة وبطاطس عمان! )
العُنْصر الأهمْ <= زَميلْ <= الجِنس الخَشنْ ..
رُغمَ الإسْتِهتاَر الذِي بَالغْتُ فِي سلوكهِ , وَالتغيّبْ الكَثيرِ عَن المُحاضراتِ
كانتْ عَلامَاتي تَتراوحْ بَينَ الـ جيّد جِدا إلى الـ مُمتاز ..
كنتُ أعشقُ الكُليّة لَيسَ لِأنَّها الحلمُ الجَميلُ الذي سَيحمِلني لِشط الأمَانِ
بِقدرِ مَا هِي وسيلةُ ترفيهٍ , وتَضييعُ وقتٍ مَعَ الزَميلاتِ ..
وَبعدَ فترةِ تيهٍ لازَمت طَريقي ..
إنْتهيتُ إلى أنّني يجبُ أنْ أُصبِحَ كَاتبةْ !
قَرأتُ .. وَلمْ أكفَّ عَن القِرأةِ !
نَازِكْ المَلائِكةْ ..
عَرّابتِي , حِينَ كنتُ أحبوْ مَع حُروفيْ , أُحاولُ أنْ أْمشي لِطريقٍ يُوصلُني
لِجسرِ البِداياتِ الصَحيحةِ !
لازمَتني كَثيراً , مَا زِلتُ أحفظُ لَها :



لا زالت الذكرى تضج وراء احساسي الدفين
إن نمت ألمحها تسير معي يجسدها الحنين
تأويهة ألقى بها الماضي إلى شطي الحزين
معصوبة بعروق أحلامي الحبيسات الرنين
إن نمت ألمحها , فهل ترجعين
هل ترجعين إذا حلمت بما مضى هل ترجعين ؟




:




أخذَتني الأيامُ , سَرَقتني مِن جُنونِ المُراهقةِ , وَعطشِ الثرثرةِ
وَأحاديثِ الزَميلاتِ , بِتُّ أكثرَ إنْطواءً !
صَيرتني الكُتبُ إلى رَاهبَةٍ نَذرَتْ نَفسها لِآلهةِ الحروفِ !
مَناسِكي قِرأةٌ , وَقَدَاسي كِتابةٌ أرشُ بِها ظمَأَ الأحْزانِ
وَمُتنفسَ الغِيابِ !



,




يُتبّعْ !

الاثنين، 9 أبريل 2012

وقد تهتدي حين جرحٍ ..










تجرفكَ السماءُ الصديقةُ لغيمة جائعة

تقتاتُ المطر من روحكَ , فتهطلُ صاغراً

عن صمتِ المدينة , تتكوّم مع أوّل ريحٍ

غنّت لأبوابِ المنافي الصدئةِ ..



***

محشورٌ أيُّها الصديقُ في عُلبِ الفراغِ

عندَ أقصى وريدٍ معطّلٍ منها ..

لا تبتئِس ..

فقدْ يأتي عامٌ وقفلُ الكلامِ مُعلّقٌ

عندَ ناصيةِ صدرها , فلا تهتديها بِها

ولا تتوجّس من مُصافحةِ شارعِ عينيها البِكرِ

إذ رُصفَتْ بِـ الإغراءِ ..



***



ستتسلقك ذاتَ غيابٍ , ستمدّ جذُور الماءِ

الراكدِ في صبرِ المسافاتِ , فإغلقْ منافذَ قوتكَ

عنْ نهمٍ عاصفٍ , وانْتعِلْ مقاس أحلامكَ

ولا تخف ..

ولا تكفّ ..

عنْ ثرثرةِ الأُمنياتِ ..



***



مسروق من جناحِ الضوءِ أيُّها الصديقُ

تأتيكَ الوسوسةُ حينَ شكٍّ

تكتبُ اللياليْ منبجساً من حبرٍ سالَ

عنوةً على أعصابِ الحروفِ فلطّخ

جرحكَ ..

لا تبتَئِسْ

فكلُّ ركضِ الأعوامِ ضجيجٌ سافرٌ

نسيتْ شالهَا عندَ قدركَ ..



***



كُنتَ ثُقباً تتشظى عندهُ الأرصفةْ

فتزرعُ فِي موسمِ السنابلِ فاهَ

الإخضرارِ ..

فتنبتْ

إذْ تكوّر قٌرصُ عينيكَ نحوها

وأدرْ إتجاهَ النجمِ المقطوفِ

مِن إسوارَ مِعصمها لروحكَ

وابتهِجْ

وانْبلجْ

من صُبحٍ كادَ أنْ يؤكلَ

من أكتافِ جرحكَ !












الأحد، 1 أبريل 2012

فَاصِلة مَنقوطةٌ .. وَنَنتهي ؛






عَبدالرَحيمْ أخيْ ..
أنَا أذكُركَ .. حَتماً أذكرُ عينيكَ بإتساعِهما , بِصوتِكَ المتهدجِّ , بِنبرةِ الحِدِّة
وَمُستواهُ الحَنونَ أيضاً حينَ أُقرّرُ أنْ أسلُكَ طريقاً وعِراً , لَا يُناسِبُ شَخصي ..
قُلتَ مرّةً فِي أحدْ أكْثرِ لياليْ الوِحدةِ .. الذي كُتِب فِي مِيلادي أنّني سأفْشلُ :

لا تضيعي عمرج فـ انتظار شخص يتغيّر ؛ لأن العمر ما ينتظر !

:


أقفُ كَثيراً عَلى جُملتكَ , أحملُ قَلبيّ المعجونِ بِـ الوجعِ , أمْضي بِشكِّ المسافَاتِ
وألمِ الوحدةِ , أتخيّرُ أيّ مُسكنٍ يُبْقيني فِي حالةِ اْللاإحساس ..
اللاشُعور ..
اللاحُبّ !
كُنتُ أنَا , الأُنثى الأكْثر حُبّاً لِكُلِّ شيءٍ يصِلُ لكَ .. يُشبهُكَ .. يُبقيكَ بِـ القُربِ مِني !
وكُنتَ أنْتَ أكثرُ الرِجالِ الذيْنَ أبَادو هَذهِ الأنثى ..

:


أنَا ..
أحبكَ !
كنتُ دُميتكَ الجميلةَ .. دميةُ رجلٍ بِمزاجِ طفلٍ ينقرُ زراً ليسْمعَ صَوتها , وقْتما يُريدْ
ويَتوسدُ فروها الناعِمْ أينمَا بَاغتهُ النُعاسُ ..

:


أنَا ..
حَربٌ مِن الأحزَانِ تَقفُ عَلى بَابكَ , تَقرعهُ بيأسٍ أنْ تُنهيهُ بِفرحٍ يَسيرٍ ..
بشيءٍ مِن كِذبةِ الحُبِّ , فِي أوّلِ أيامِ إبريلَ الكذوب ..

:

اسْتَنزفتُ .. روحيّ كثيراً , أغلقتُ كلَّ منافذِ الوصالِ عَلى إشعارٍ آخرَ
يُمكنْ أن تستقبلهُ مِجساتي الأنثويةَ , إذْ لا شيءَ يَفتحُ شِيفرةَ الروحِ
إلَّا رجلاً مثلكَ ..
...  وَقفتُ عَلى مَقاييسِ حبكَ لِي ..
كنتُ كلَّ ما تشتهيهِ ..
غِبتُ عَن الــ ذات الساكنةُ فِيّ , نسيتُ ترتيبَ أثاثِ مَشاعِري
وِفق مَا أرْغب , فَقدتُ بَصمتِي فِي وضعِ مَكياجٍ يُناسبُ
تَكوينَ عيناي ؛ لأنهُ لا يتوافقُ وذوقُ غيرتكَ ياااااااا رجُلْ !!
أنَا أُبرّر .. أضعُ الكَثيرَ مِن الفَواصل المَنقوطةِ ؛؛؛؛؛؛ الآنَّ ..
إسْتهلكتها كُلّها فِي غضونِ هذا العُمر مِن حُبنا ..
بَقيت أخيرةٌ .. أدعها لكَ ..
فَــ ضعهَا بِما يناسبُ ذوقي , أقلُ مَا أستحقهُ مِنكَ صَدقني !!

السبت، 31 مارس 2012

أقْرَبُ مِنْ حَبْلِ الوَريدِ !

مُقتطفاتٌ .. مِن ملاذي فِي الحَارة العُمانيَّة :


:


















(1)


أنا الراكضة هكذا خلف سهر الحقولِ
وخطيئةِ الماءِ , وتنهيدةِ المطرِ
المتعوشبِ فِي أقصى زاويةٍ للحبِّ
المفجوعِ بغيابِكَ , أبحثُ عن يسوعٍ ما
يمنحني صبرَ الراهباتِ , وبياضَ صحيفتهن
وقُدّاسٍ يَقيني آهةَ الإنتظارِ , وسكك الحديد
اليتيمةِ وهي تطن بصوتها أُذنَ المدينةِ
وأنينَ حبيبةٍ ترفعُ منديلَ الوداعِ
لحبيبها الذي أقسمَ بميلادِ حبهما
أنه سيعودٌ من الحرب , ولم يأتي !




(2)


دعني ألوكُ هذا الحبَّ
إذ تباركَ بِكَ ...
في اثيرَ مُقلتاكَ رسمتُ
درباً مِن الأُمنياتِ الفجَّةِ
وَفي يَدي ألفُ دَعوةٍ مرميةٍ
فِي حُفرةِ النسيانِ , كسرابِ
فجرٍ غرِقت حُقولهُ فِي شمسِ النهارِ ..


(3)


تَبددي يا صمتَ المسافاتِ
وأنتِ تخترقينَ فضاءَ الغيابِ
مكحولةً هكذا , بلونِ المطرِ
الأسودِ , وهو غارقٌ فِي قاراتِ
وجعي , يلوكَ كائناً قد
استحثّهُ الصبرُ على المجيءِ
فارداً قميصهُ المعجونَ بالموسيقى
يهوى طرقَ الأنينِ , وأنا إذْ
وهبتهُ ربيعاً مِن العُمرِ , حِينَ
تخاذلتْ أُممٌ عن تصديقهِ , وهو ينشرُ
آياتهِ مُعمّدةً بالوحيْ الأزلي
لأُنثى يُمكن أن تَكونَ قُدّاسهُ
حينَ تُدنِسهُ أيامُ الحُزنِ , ويغمسهُ
يبابٌ مصقولٌ إشتراهُ مِن بائِعٍ
مُتجولٍ أو حتّى متسولٍ , في حينٍ
مِن الشَّكِ , لَم يَكُ منذوراً إلَّا
بالوعودِ اليتيمةِ , والهزيلةِ ..!




(4)


فِي صَمتي أنا ملامحُ أخرى
أقربُ لنهرٍ هَرمٍ بعدَ
جري مُضنٍ !


فِي صَمتي يتآكلُ الصبَّارُ
مِن نَفسهِ وَجعاً / انتقاماً
لأمهِ الصحراء التي غدرتْ
رِمالها بإبنائِها !


فِي صَمتي يكبرُ الليلُ خطيئةً
لأنثى يُهاجِمُ البُكاءُ قَلبَها
فَتشفيهِ بالصُراخِ على الوسادةِ !


فِي صَمتي تتكوّرُ الشمسُ
فِي كَفِّ شَيخٍ قرَأ تَاريخي
وَنسي كيفُ يُضييءُ عِتمةَ الأقدارِ !


فِي صَمتي يَغرقُ الكلامُ فِي روزنامةِ
حرفٍ ضَحلٍ , ولا أقوى عَلى اسْعافهِ
لأنَّ صَمتي فِي غيابِكَ وجهٌ آخرَ للموتِ !






(5)


ما زلتُ أذكر ذاكَ المطرَ وهو
يتسلّل إلى منافذي بحثاً عنكَ
فيَّ !
يُبلّلُ ما يمكنُ لهُ أن يطَالهُ
وأنَا يَمامةٌ تعشقُ رفرفةَ
الندى في جناحيها !
استفاقتْ فيها حُمّى العشقِ
مُذ النظراتِ والأولى , واللغةِ الأولى
والجوعِ الأوّلِ لهذا القلبِ الساكنِ
فينا !
أشعركَ قادمٌ مِن سماءٍ لا تُمطرُ
إلا قلوبُ ياسمينٍ أبيضَ , تنشرهُ
بإتساعِ حدقتينا , ونحن نربِطها
بروحينا , ونضحكُ , ونتشاطرُ
لُعبةً الحُبِّ , والغرامِ , ولا
نعِي كم أنفقنا من حصالتنا
مشاعرَ , قدْ تنتهي يوماً !








(6)


عينيكَ سفرٌ آخرَ لأحلامي ..
على غفلةٍ منكَ دسستُ بِذرتها
فِي تُرابكَ , هذا حتما يقينٌ
تامٌ لا يشوبهُ الشكُّ بأنَّ
أرضَكَ دائِماً تُزهرُ بالبنفسجِ !




***


أُقايظُ الله بِعُمري أنْ يَهبِكَ
ما أملكُ مِن سنينٍ فَقطْ
لأعيشَ أكبر قَدرٍ مُمكنٍ
مِنَ الحُبِّ وإيّاكَ , وبَعدها
أفنى / لا فَرقَ لديَّ !




***


أنْ أُبقيكَ حبيسَ أضلُعي
وسجونُ عينيَّ / هذا استبدادٌ
مِني , وأنْ تُبقيني عزلاءَ
بلا قلبٍ / روحٍ / وطنٍ / أرضٍ
إلا في حضوركَ , ماذا تُسميهِ؟








(7)


عِندما اكتبُ لكَ استشعر طعم السكر
ينفذُ لِمساميَّ , فأستكين !


عندما اكتبُ لكَ تُساورُني قبائِلُ
مِن النشوةِ , فأتزاوجُ معها
لأراكَ فقط !


عِندما اكتب لكَ أُطلقُ الحياةَ
لأقترفَ الموتَ , فقطْ لتراني ملاكاً !


عندما اكتب لكَ تنهال السماءُ
عليَّ بمطرٍ , لأنك مباركٌ منها !




عندما اكتبُ لكَ تُبحِر كل السفنِ
بإتجاهِ قبلتِكَ , مُسلّمةً بوصلتها
لعينيكَ !




عندما اكتبُ لكَ تغرقُ كل المحيطاتِ
فِي نظراتِكَ لِي !




عندما اكتب لكَ أجزمُ يقيناً
أنَّ جُنوني بدأ , وأظن أنه لن ينتهي
إلا بكَ !










(8)


في غيابِكَ كانت هسهساتُكَ تصلني دونَ وسيطٍ
لتعيدَ لِي روحاً أظن أنكَ سلبتها أو أهديتُكَ
إياها في موسمِ جُنونٍ إنتابَني فقط لأنني أحبكَ !




"""




فِي غيابِكَ كنتُ أتشفى منْ نَفسي بالعِتابِ, كُلّما
اشتقتُكَ وأنتَ فِي غيابةِ انشغالكَ , ولا تبعثُ لِي
حتّى (مسج) , لِتُشْعِرني أنّكَ مَحفوفٌ بِروحي
وبركاتِ حُبّي !




"""


فِي غيابِكَ تحدثتُ مُطولاً عَن صبرِ العُشَّاقِ
وَتلوتُ أكثرَ آياتِ الإنتِظارِ , حتّى أُبقي
قَلبي فِي سِردابِ اليَقينِ بأنَّكَ تَتذكَرُني
مَع أنْفاسِكَ !




"""


فِي غيابِكَ أغلقْتُ كُلَّ بهرجاتِ الحياةِ
ومفَاتنِ المُتعةِ عَن رُوحي ؛ لِأنَّ ما من
شيءٍ يُفتِنُها سِوى حُضوركَ !




"""


فِي غيابِكَ صادقتُ ورقَ الأشجارِ , وحفيفَ
الوادي الذي أزرهُ كُلَّما استيقظَ طِفلُ شوقي
لكَ , لأبث لَهُ لواعِجَ أحلامي , وآمالي وأشواقي !




"""


فِي غيابِكَ كُلَّ كواكبي تحيدُ عن مساراتِها
ذلك لأن شمسك الأصيلُ , أظلمتْ عن بعثِ
ضوء الأملِ فيها فإنهارتْ !




"""


فِي غيابكَ كنتُ اشكيكَ لأبي_رحمه الله_
بأنَّك رجلٌ تهوى حُبَّي , بِحجمِ الغياب
الذي تقترفهُ فِي حقي !






(9)


أشعرُ بِرغبةٍ فِي الإنْزواءِ
لِركنٍ يُشْبِهُني , مَنبوذٌ هكذا
مِن قَارِعةِ المَسافاتِ وَالعيونِ
إنَّ القِناعَ الذي عَلى وَشكِ
أنْ ألبَسهُ _ في الحقيقةِ هو أصرَّ أن يلبسني_
يَجذِبُني لِلغَايةِ !
أنْ أصنعَ منهُ عَالمٌ يَراني فيهِ
الكُلُّ بِمزَاجٍ فَرحٍ , وأرى فيهِ
بِالمُقابِل حجمَ تَعَاستي !
غَريبٌ أن تَكتشِفَ أنَّك غريبٌ فِي نفسِكَ
وَدمكَ , وأشياءِكَ !
أنْ تَلفُظْكَ أحبُّ مَقتنياتُكَ
أنْ لَا تتعَرّف عليكَ الأمَاكِن الأكثرُ
وفاءً لِرائِحتكَ !
أنْ تَبقى أسيرَ اللحظَاتِ المخنوقةِ بقيودِ
الآهاتِ السالفةِ مِن العُمرِ
أنْ تَقولَ لِموتٍ جَاءَ مُبهرجاً
هَكذا لِما أخذتَ أعزَّ ما أملكُ , ولَم
أجذبكَ لِتأخذني أنا !!
مَا أوجعَ لَحظاتِ الخساراتِ المفندةِ
بأنَّ يعوضنا القدرُ بهدايا سخيَّةٍ
مُستقبلاً !
أنَّ ما أُخذ مِنكَ , سَيأتي غيرهُ
أضعافاً مُضاعفةً , لِتبدأ بِرحلةِ
السفرِ إلى حيثُ تُغذي هَذا الحُلمَ
وَتستهلِكُ أجملَ سِنينِ عُمركَ
وأنتَ تلهثُ وراءَ حُفنةِ فرحٍ
وحلمٍ موءودٍ بِالإختناقِ الصبرِ
والإنتظارِ !
أشعُرني مملوءةً بالأسى مرّةً
ومرّةً مُكتنزةً بِالوحدةِ
إنَّ شيئاً كـ مَنظومةِ الفَوضى
تَفْرضُ سُلطتها عَلى أشيائيَّ ..
وأنا أُرحب بِها ..
لأنه لا شيءَ الآنْ يقتلُ صَمتَ
قلبي / روحي سِوى جيشٌ مِن
الصُراخِ والعبَثِ بِالأحزانِ المنسيَّةِ !






(10)


هَذا الصباحُ وَجهي يُشبهُ أسماكَ الصيفِ
حينَ تهوى الهُروب لِلقاعِ بحثاً عَن مَخبيءٍ
عَميقٍ حَالِكاً بِالوحدةِ / العُزلةِ / الصمتِ !






هَذا الصباحُ أشْعرني ناسِكةً تُغطي
رأسَ أحزَانها بِقطعةِ شالٍ ؛ حتّى لا تُبطِلَ
طقوسَ خيبَاتِها !






هَذا الصَباحُ أملكُ أُمماً مِن الأوجَاعِ
تَثورُ فِي دَمعي / قَلبي , وأنَا مُسْتَسلمة !






هَذا الصباحُ اشتاقُ أن أكونَ أماً
لِطفلٍ مَجهولٍ لا ينجبهُ رحمي ..
حتّى لا أبكي حينَ يودعُني !




هذا الصباحُ أنا هِي أنا الحقيقيةْ
بفَضلِ الحزنِ والأقدارِ التي ساقتها لي !




***

الأربعاء، 28 مارس 2012

[أحيانا] .. دائما !




[أحْياناً] .. دَائماً ..

أحيانا تشعر أنك تقشر عمرك من أشجار الخوف , بالبحث عن شيء يشبهك تماما , شيء يمنح حلمك الموبوء بالقلق صفة الأمل , التي لا تأتي إلا بابتسامة رضىً من الأقدار !



أحيانا تغلّف نفسك بقصدير الماضي التعيس , يتفاعل مع ذكرياتك المريرة , يستهلك أكسجين أمسك .. يومك .. غدك , وأنا تمنحه هذه البركة , فتنسى أن تعيش !



أحيانا ترسمك المسافاتُ كائن العصور الوسطى , مجرّد من خوذتك وسيفك , وعباءة الشجاعة لمواجهة العدو , وهو يقذف بمنجنيقات اليأس عليك !



أحيانا تُمطر .. تمطر .. وتمطر ولاشيء يبلل جفاف روحك .. قلبك .. جسدك , ذلك لأنك علقت بمظلة التفكير في وجعك !



أحيانا تجردك المدن من صفة الهوية , تأخذك من لوائح نفسك , وإشارات ملامحك , وأعمدة إنارة عينيك .. فقط حتى تنشغل بها !



أحيانا تفيق وعصفور ما نسي جناحه عند شبّاك غرفتك , تستعيره لتحلّق حيث لا أحد سوى ازرقاق سماء مجهولة , فتنصدم أنك تحتاج لجناح آخر للتحليق !



أحيانا .. تنسى أن أحيانا تكمل مسيرتها في حياتك لتصبح شيئا لزجا همجيا تستفتح به قهوتك المرّة حتّى تغدو .. دائما !